أكد المخرج الكبير خالد يوسف، أنهم لقبوه بـ«صديق الرئيس»، لأنه تعرف على السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال ثورة 30 يونيو المجيدة، وأنه كان قريب منه أثناء تلك الأحداث.
وأشار «يوسف» فى حوار خاص لـ«بودكاست المحروسة»، تقديم الإعلامي أحمد سالم، أنه عقب اختياره عضوا فى لجنة الدستور، جمعتهما الكثير من النقاشات حول بعض المواد الخاصة بالمؤسسة العسكرية، وأيضًا حول ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية.
ولفت المخرج الكبير إلى أن السيد الرئيس اختاره إلى جانب أسماء مثل عمرو موسى والدكتور مصطفي حجازى والأستاذ هيكل والدكتور عبد الجليل مصطفي للإشراف على حملته الإنتخابية، وأنه وقتها أفصح لهم عن نيته الترشح لكنه يؤجل إعلان القرار، إلى حين الإنتهاء من بعض الترتيبات.
وأوضح، أنه أخبر الرئيس إنه سينضم إلى صفوف المعارضة عقب تنصيبه رئيسا – لأنه الأقرب إلى الفوز باكتساح – وذلك بسبب أنه مبدع، والإبداع هو الحلم بواقع أكثر جمالا، لافتًا إلى أنه تعود فى الوقوف فى صفوف المعارضة مذ أن كان صبيًا، وأنه غير مؤهل لدور أن يكون فيه في ركاب السلطة، خاصة أنه رغم كونه ناصريًا لكنه كان سيعارضه إذا عاش في عصره.
وكان قد تحدث “يوسف”، إن بدايته في العمل السياسي جاءت بفضل دعم راعي كبير، معربًا عن حظه الكبير بأنه كان محاطًا بعظماء، قائلاً: «كنت محظوظًا لأنني عِشرة الكبار، ولا أعتقد أن هناك كثيرين في جيلي أو من هم أكبر مني بقليل قد حظوا بمثل هذه الفرصة للتعامل مع هؤلاء العظام».
وأوضح، أن تربيته السياسية كانت على يد السياسي الراحل الكبير خالد محيي الدين، حتى إنه تم تسميته عليه، مشيرًا إلى أنه كان يجلس معه منذ أن كان عمره أحد عشر عامًا في انتخابات 1976، ومنذ ذلك الحين كان يرافقه باستمرار حتى وفاته قبل سنوات قليلة.
وأشار إلى أنه عاش تجربة خالد محيي الدين بكل عمقها الثري، فهو أبو مدرسة اليسار المصري أو العربي، وعندما تجلس معه وتجد نفسك محاطًا بشخصيات مثل إسماعيل صبري عبد الله، وفؤاد مرسي، ورفعت السعيد، وأنت في سن الحادية عشرة، وتستمع إلى مفاهيم مثل المادية الجدلية وفائض القيمة لكارل ماركس، فإنك تتعرض لأفكار أكبر من مدار طفل في هذا العمر لاستيعابها.
ولفت إلى أنه تعلم السياسة على يد خالد محيي الدين، الذي فتح له أبواب المعرفة السياسية والمدارس المختلفة، سواء الماركسية، الماركسية اللينينية، الماركسية الماوية، بالإضافة إلى أفكار ليو تولستوي وجيفارا، مضيفًا: «من خلال هذه التجارب، تفتح وعيي واخترت أن يكون انتمائي ناصريًا، رغم أنني تربيت على يد خالد محيي الدين، إلا أنني لم أكن ماركسيًا، ووجدت نفسي أميل بطبيعة وجداني وتربيتي مع والدي لأن أكون ناصريًا اشتراكيًا عربيًا، مؤمنًا بالقومية العربية والعدالة الاجتماعية، فأنا دخلت عالم الفن من باب السياسة. في الجامعة، كانت آخر مشاهد لي ليست الامتحانات، بل المظاهرات، ومن هناك، انتقلت إلى الفن مع يوسف شاهين، يمكنني القول إنني انتقلت من حارة السياسة إلى شارع الفن».
خالد يوسف هو واحد من أشهر المخرجين في السينما المصرية المعاصرة. وُلد في 28 سبتمبر 1964 في قرية كفر شكر بمحافظة القليوبية. بدأ مسيرته الفنية كمساعد للمخرج الكبير يوسف شاهين، والذي كان له تأثير كبير على تطوره الفني.
من أهم أفلام خالد يوسف:
العاصفة (2000): تناول فيه قصة نكسة 1967 وتأثيرها على المجتمع المصري.
جواز بقرار جمهوري (2001): فيلم كوميدي رومانسي يتناول قصة حب بين شاب فقير وفتاة غنية.
أنت عمري (2005): فيلم درامي يروي قصة حب مؤثرة بين شخصين يعانيان من مرض خطير.
حين ميسرة (2007): يتناول فيه قضية العشوائيات والفقر المدقع في مصر.
دكان شحاتة (2009): يروي قصة شاب يبحث عن العدالة والحق في مواجهة الظلم والفساد.
كارما (2018): يتناول فيه قضايا الفساد والعدالة الاجتماعية.
أسلوب خالد يوسف الإخراجي يتميز بقدرته على تناول القضايا الاجتماعية الحساسة بجرأة وواقعية، مما جعله يحظى بشعبية كبيرة وإشادة من قبل النقاد والجمهور على حد سواء، ويستخدم أدوات سينمائية تعبر عن الواقع المصري بكل تفاصيله.
التعاون مع يوسف شاهين:
بدأ خالد يوسف مسيرته الفنية بالتعاون مع المخرج الكبير يوسف شاهين، حيث عمل كمساعد مخرج في عدة أفلام من بينها “المهاجر” (1994) و”المصير” (1997). هذه التجربة أثرت بشكل كبير على أسلوبه الإخراجي وطريقة تناوله للقضايا الاجتماعية.
الجوائز والتكريمات:
حصل خالد يوسف على العديد من الجوائز والتكريمات عن أعماله السينمائية، منها جائزة أفضل مخرج في مهرجانات محلية ودولية. كما حصل على إشادة واسعة من النقاد والجمهور.
الأنشطة السياسية:
بالإضافة إلى مسيرته السينمائية، كان خالد يوسف نشطًا في الحياة السياسية، حيث شغل منصب عضو في مجلس النواب المصري. استخدم شهرته ونفوذه للدفاع عن القضايا التي يؤمن بها، مثل العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان.
التأثير الثقافي:
- تأثرت أفلام خالد يوسف بالأوضاع الاجتماعية والسياسية في مصر، وساهمت في تسليط الضوء على قضايا هامة مثل الفقر والفساد والقمع. يعد خالد يوسف من أبرز الأصوات الفنية التي تعبر عن واقع المجتمع المصري.