شرح المخرج الكبير خالد يوسف، تفاصيل علاقته مع المخرج الراحل يوسف شاهين، والتى امتدت إلى أكثر من عشرين عاما كاملة.
وقال «يوسف»، خلال حواره مع «بودكاست المحروسة»، عن تلك التفاصيل: «قُدر ليا إنى أشوف يوسف شاهين وهو بيجيب فكرة الفيلم من سطر، ومن سطر إلى معالجة إلى سيناريو وكل ده شفته، وبعدين فجأة بلاقي بنى أدمين قدامى لحم دم ومشاعر وصراعات وكره وحب ودراما بقي، دراما حياة، ففي حياة اتخلقت قدامى».
ونوه بأن المخرج «بيخلق حياة كاملة، لمدة ساعتين على الشاشة، وبيقرر مصائر أبطاله، ده هيموت.. لأ مش هيموت براحته».
ولفت «يوسف»، إلى ما أبهره وجذبه هو عبارة «الانجذاب الصوفي أو الانجذاب بمعناه الحقيقي» – على حد تعبيره.
وأوضح، أن «حالة الخلق اللى لقتها قدامى، يعنى بتقرر مصائر أبطالك، شخوص بتخلفها من العدم، وتقرر الحياة اللى هيخشوا فيها، والمشاهدين بيقعدوا فى السينما اللى هى الأوضة الضلمة دى، ساعات يتأثروا وبيعيطوا مثلا أو بيخافوا على البطل، والناس دى لو عارفه أنهم بيشوفوا تمثيلية وعيطوا تبقي ناس هبلة».
وأكد أن جمهور السينما ينسي أنه يشاهد مشاهد تمثيلية، مضيفا: «الناس دى بتنسي أنها فى تمثلية، وإلا مش هتتأثر وتعيط، إذن انت بتخلق حياة كاملة لمدة ساعتين لدرجة أن المشاهد يتماهى معاها، ويتضامن مع البطل، ويقلق عليه ويضايق لو مات أو مرض إلى آخره، فهنا حالة الخلق هى اللى بهرتنى، وفى نهاية الفيلم ده (المهاجر)، قالى يوسف شاهين.. تعالى عايز تبقي إية؟ قلتله عايز أبقي مخرج.. قالى تعالى اتعلم، وخدنى بقي طحنى فى المهاجر».
خالد يوسف هو واحد من أشهر المخرجين في السينما المصرية المعاصرة. وُلد في 28 سبتمبر 1964 في قرية كفر شكر بمحافظة القليوبية. بدأ مسيرته الفنية كمساعد للمخرج الكبير يوسف شاهين، والذي كان له تأثير كبير على تطوره الفني.
من أهم أفلام خالد يوسف:
العاصفة (2000): تناول فيه قصة نكسة 1967 وتأثيرها على المجتمع المصري.
جواز بقرار جمهوري (2001): فيلم كوميدي رومانسي يتناول قصة حب بين شاب فقير وفتاة غنية.
أنت عمري (2005): فيلم درامي يروي قصة حب مؤثرة بين شخصين يعانيان من مرض خطير.
حين ميسرة (2007): يتناول فيه قضية العشوائيات والفقر المدقع في مصر.
دكان شحاتة (2009): يروي قصة شاب يبحث عن العدالة والحق في مواجهة الظلم والفساد.
كارما (2018): يتناول فيه قضايا الفساد والعدالة الاجتماعية.
أسلوب خالد يوسف الإخراجي يتميز بقدرته على تناول القضايا الاجتماعية الحساسة بجرأة وواقعية، مما جعله يحظى بشعبية كبيرة وإشادة من قبل النقاد والجمهور على حد سواء، ويستخدم أدوات سينمائية تعبر عن الواقع المصري بكل تفاصيله.
التعاون مع يوسف شاهين:
بدأ خالد يوسف مسيرته الفنية بالتعاون مع المخرج الكبير يوسف شاهين، حيث عمل كمساعد مخرج في عدة أفلام من بينها “المهاجر” (1994) و”المصير” (1997). هذه التجربة أثرت بشكل كبير على أسلوبه الإخراجي وطريقة تناوله للقضايا الاجتماعية.
الجوائز والتكريمات:
حصل خالد يوسف على العديد من الجوائز والتكريمات عن أعماله السينمائية، منها جائزة أفضل مخرج في مهرجانات محلية ودولية. كما حصل على إشادة واسعة من النقاد والجمهور.
الأنشطة السياسية:
بالإضافة إلى مسيرته السينمائية، كان خالد يوسف نشطًا في الحياة السياسية، حيث شغل منصب عضو في مجلس النواب المصري. استخدم شهرته ونفوذه للدفاع عن القضايا التي يؤمن بها، مثل العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان.
التأثير الثقافي:
تأثرت أفلام خالد يوسف بالأوضاع الاجتماعية والسياسية في مصر، وساهمت في تسليط الضوء على قضايا هامة مثل الفقر والفساد والقمع. يعد خالد يوسف من أبرز الأصوات الفنية التي تعبر عن واقع المجتمع المصري.