أعلن حاتم الحوينى، نجل الداعية السلفى الشيخ أبو إسحاق الحويني، عن وفاة والده، عبر بيان مقتضب نشره على حسابه الشخصي على فيسبوك. وقال في البيان: “مات أبى وإنا لله وإنا إليه راجعون”.
وفاة الشيخ أبو إسحاق الحويني
وفي وقت لاحق، كشف المحامي خالد المصري عن حالة صحية حرجة يعاني منها الشيخ أبو إسحاق الحويني، حيث تم نقله إلى المستشفى بعد تعرضه لجلطة في المخ.
وأوضح المصري في منشور له على حسابه الرسمي في موقع فيسبوك أنه تواصل مع الشيخ حاتم الحويني، نجل الشيخ أبو إسحاق، الذي أخبره أن والده في حالة صحية حرجة جدًا.
وأضاف المصري أنه نشر هذا المنشور قبل الإفطار، ليحث الجميع على الدعاء للشيخ أبو إسحاق في هذا الوقت المبارك، قائلاً: “أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يشفي الشيخ أبو إسحاق الحويني شفاءً لا يغادر سقمًا، يارب… اللهم آمين”.
يذكر أن الشيخ الحويني أصيب بجلطة في المخ أثناء وجوده في قطر، وتم نقله إلى المستشفى، حيث طلب أولاده من محبيه الدعاء له بالشفاء العاجل.
من هو أبو إسحاق الحويني؟
وُلِد الشيخ حجازي محمد يوسف شريف، المعروف بأبي إسحاق الحويني، في 10 يونيو 1956م، في قرية حُوين بمحافظة كفر الشيخ بمصر.
نشأ في عائلة من الطبقة المتوسطة تشتغل بالزراعة، حيث عاش في الريف المصري قبل أن ينتقل إلى القاهرة لمتابعة دراسته في المرحلة الثانوية.
التحق الشيخ الحويني بكلية الألسن في جامعة عين شمس، قسم اللغة الإسبانية. خلال سنواته الجامعية، كان يواصل دراسته للحديث الشريف بمتابعة كتب الشيخ محمد ناصر الدين الألباني.
وعندما تخرج، حصل على بعثة دراسية إلى إسبانيا، إلا أنه لم يستمر بها بسبب صعوبة المعيشة، ليواصل دراسته في السعودية والأردن.
كان الحويني في بداية حياته مهتماً بالأدب والشعر العربي، وقرأ لعدد من الأدباء الكبار مثل مصطفى لطفي المنفلوطي وعباس محمود العقاد.
أجرى الشيخ الحويني العديد من الرحلات العلمية، أبرزها رحلاته إلى الشيخ الألباني في الأردن، حيث تعلم منه مسائل عديدة في علم الحديث.
وتردد الحويني على المجالس العلمية في السعودية والعديد من البلدان الأخرى، متأثراً بالعلماء الكبار الذين اجتمع معهم في تلك الأماكن.
ويعد أبو إسحاق واحد من أبرز شيوخ السلفية في مصر وله العديد من المؤلفات في مجال الحديث والتفسير.
كان له حضور إعلامي قوي، حيث كان يقدم برامج دينية على قنوات فضائية مختلفة مثل “قناة الناس” و”الرحمة” و”الندى”، وكان يخطب الجمعة في مسقط رأسه بمسجد شيخ الإسلام.
كان الشيخ الحويني ذا مواقف شرعية واضحة، من أبرزها موقفه من الموسيقى، حيث اعتبرها حرامًا بشكل عام، باستثناء الضرب على الدف في الأعراس حسبما ورد في الأحاديث النبوية.
أثنى العديد من العلماء على الشيخ أبو إسحاق الحويني، واعتبروه من أبرز علماء الحديث في عصره، من بينهم الشيخ الألباني الذي قال عنه: “صح لك ما لم يصح لغيرك”، كما وصفه الشيخ عبد العزيز الراجحي بأنه من أبرز علماء الحديث في مصر.
ظل الشيخ أبو إسحاق الحويني رمزًا من رموز السلفية في مصر والعالم الإسلامي، حيث أثرت دراساته وفتاواه في العديد من طلبة العلم. سيبقى إرثه العلمي دعامة مهمة في مجال الحديث والفكر الإسلامي السلفي، وستظل أفكاره وآراؤه محط اهتمام ودراسة للأجيال القادمة.
