يتوجه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى دولة الكويت، والتي تعد المحطة الثانية في جولته الخليجية، بعد زيارته لدولة قطر، والتي تأتي تأكيدًا لعمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وحرصهما المشترك على توسيع آفاق التعاون الاقتصادي والاستثماري.
ومن المقرر خلال الجولة أن يلتقي الرئيس المصري بأمير دولة الكويت، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، بالإضافة إلى ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، والشيخ فهد يوسف سعود الصباح، النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الداخلية ورئيس مجلس الوزراء بالإنابة.
وتُعتبر العلاقات المصرية الكويتية نموذجًا يُحتذى به في العلاقات الدولية، بحسب الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، حيث دائمًا ما تؤكد مصر تأييدها ووقوفها إلى جانب كل ما من شأنه تحقيق أمن الكويت واستقرارها سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا.
وبدأت العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين البلدين رسميًا في أعقاب إعلان استقلال الكويت رسميًا عام 1961، وأخذت العلاقات بين الجانبين في التنامي المطرد، حيث جرى تبادل السفراء، ويتم التنسيق السياسي بين البلدين الشقيقين على أعلى المستويات.
وكان الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر من أوائل الرؤساء الذين هنّأوا الكويت باستقلالها عام 1961، مرورًا بموقف القيادة المصرية المؤيد والداعم للكويت خلال فترة الغزو العراقي عام 1990.
وفي المقابل، دائمًا ما تؤكد الكويت، وفقًا للسفارة الكويتية في مصر، دعمها الكامل لمصر في مختلف المواقف، وهو ما اتضح جليًا حينما أعلنت الوحدة “المصرية – السورية” عام 1958، حيث أعلنت الكويت دعمها لتلك الوحدة بالكامل، وكذلك وقوف الكويت إلى جانب مصر في مواجهة عدوان يونيو 1967.
وفي حرب أكتوبر عام 1973 أيضًا، كانت الكويت بجوار مصر، حيث أرسلت ثلث جيشها المتمثل في لواء اليرموك إلى مصر، وأخيرًا في تأييد إرادة الشعب المصري في ثورة 30 يونيو عام 2013. وكانت مصر إحدى دول التحالف الدولي التي حررت دولة الكويت، وكان لها دور فعال في عودة السيادة الكويتية على كامل أراضيها.
وخلال فترة حكم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، شهدت العلاقات المصرية الكويتية زخمًا كبيرًا، خاصة في ظل العلاقات القوية والتاريخية بينهما. وجاءت زيارات الرئيس السيسي إلى الكويت للنهوض بالتعاون الثنائي في كافة مجالات العمل المشترك، وتعزيز علاقات التعاون التاريخية الراسخة والمتنامية بين البلدين والشعبين الشقيقين في مختلف المجالات الحيوية.
وعلى مر السنين، توسعت العلاقات الثنائية بين البلدين لتشمل مجموعة واسعة من المجالات، بما في ذلك: السياسة، الاقتصاد، الثقافة، التعليم، الرياضة، الري، الاستثمار، التكنولوجيا، التعاون الصحي والبرلماني، الطيران المدني، العدل، الصناعة، الطاقة، والبنية التحتية.
وأكدت هيئة الاستعلامات المصرية أن العلاقات بين الشعبين المصري والكويتي قائمة على المحبة والود المتبادل من منطلق الأخوة والعروبة، حيث تحظى الجالية المصرية المتواجدة في الكويت باهتمام ورعاية كبيرين من جانب القيادة والشعب الكويتي، تقديرًا للدور المصري الذي سيبقى محفورًا أبد الدهر في عقولهم وذاكرتهم.
وتكتسب الزيارات أهمية كبيرة نظرًا للتحديات الجسام التي تعصف بالعالمين العربي والإسلامي، وتؤكد أهمية العمل العربي المشترك للتصدي لتلك التحديات، ومواجهة التهديدات التي تُهدد مستقبل المنطقة، والتي تتطلب العمل على تعزيز المصالح المشتركة في شتى المجالات، وذلك إيمانًا بوحدة الهدف والمصير والتطلع إلى مستقبل مزدهر.
ودائمًا ما أعرب الرئيس المصري عن تقديره للأمير مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، مؤكدًا على عمق العلاقات الاستراتيجية التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين، وحرص مصر على مواصلة تعزيز التعاون مع دولة الكويت في جميع المجالات، لا سيما المجالات الاقتصادية والاستثماريّة والأمنية والدفاعية.
وفي المقابل، يؤكد دائمًا الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير الكويت، توافق رؤية البلدين تجاه الأوضاع الراهنة في المنطقة، وسُبل تحقيق الأمن والاستقرار في الإقليم، معتبرًا أن استقرار مصر هو استقرار للكويت، ويرى أن كل دعم تُقدّمه بلاده للشعب المصري يُمثّل دعمًا لمصالح شعب الكويت.
ولخّص الرئيس المصري قوة العلاقات مع الأشقاء في الدول الخليجية في جملة: “مسافة السكة”، حيث يعتبر أمن هذه الدول خطًا أحمر بالنسبة لمصر، وأن مصر مستعدة لبذل الغالي والنفيس من أجل حماية الأشقاء ضد أي عدوان، وهو ما يؤكد سرعة استجابة مصر في حماية الأشقاء ضد أي أطماع خارجية.